Tuesday 2 October 2012

كيف نختلف!؟

كيف نختلف؟
أعني هل من حقي كمختلف معك أن أختلق قصصا مكذوبة عنك وعن اللي يتشدد لك فقط لأقوم بالاستناد على هذه الأكاذيب لاحقا وأنا أبرر لك فعلة مكذوبة أخرى؟! لم يمضِ وقت طويل منذ أحداث انتخابات الرئاسة في مصر، في تلك الفترة تداولت الصفحات على الانترنت وبعض الصحف حتى- تداولت خبرا قديما يقول فيه السيد الرئيس محمد مرسي أن الإخوان لم يقوموا بالنزول أمام بعض رموز الحزب الوطني في الانتخابات لأنها رموز وطنية! بصرف النظر عن التجاهل الشنيع من قبل الجانب الإخواني لهذه القضية والتي سُمِّيَت فضيحة لاحقا إلا أن السيد الرئيس سُئِل في أحد لقاءاته قبل بدء الجولة الأولى عن هذا التصريح وقال أنه مجرد تلاعب من قبل الجريدة وقمنا برفع قضية عليهم لهذا السبب! ماذا كان من الصفحات التي نشرت هذا التصريح؟ وكأن شيئا لم يكن! استمرت في نشره ومازالت تنشره ليومنا هذا!
حين قالت الأهرام يوم جمعة الغضب "مظاهرات حاشدة في سوريا" ولم تتحدث بأي شكل من الأشكال عن مظاهرات مصر "ثورة" مصر خرج الجميع يقولون "إعلام كاذب" لكننا كسلفيين سنصدق نفس هذا الإعلام الكاذب حين يقول أن البرادعي يقول أن ابنته متزوجة من رجل نصراني انجليزي! حتى وإن قال البرادعي أن هذا ليس صحيحا، وسنصدق نفس الإعلام كليبراليين حين يقول أن النائب علي ونيس تورط في فضيحة أخلاقية حتى وإن فوجئنا بعد بضعة أسابيع بهذا الإعلام يتكتم على أمر الإفراج عن النائب علي ونيس والتأكد من أن التي كانت معه في السيارة هي ابنة أخته بالفعل! وبنفس المنطق سنستمر كسلفيين وكإسلاميين بنشر الأخبار الحسنة عن مرسي ونتجاهل كل الإشاعات السيئة ونتجاهل كل التأخيرات في تنفيذ وعوده وسنقول في نهاية كل خبر "طبعا إعلام الفلول عمره ما هيقول الكلام ده" وكليبراليين سنقوم بالحديث عن "حكَّة" مرسي المفاجئة وزكامه وكأنها أزمة عالمية كبرى وسنتهمه بالعمالة لأمريكا والتطبيع مع إسرائيل ولن ننشر أبدا كلماته القوية في حق النظام السوري الغاشم وكلماته الأكثر قوة وهو يتحدث عن دور مصر الريادي، سنقول كإسلاميين إن اللقاء مع أردوغان كان مشرفا وكليبراليين سنقول "إزاي الرئيس بتاعنا قصير بالشكل ده" سنقول كإسلاميين إن الزبالة خلاص فضيت من الشوارع والحياة بقا لونها بمبي ومرسي جنبك وجنبي وكليبراليين سنقول إن مرسي مش بينزل في الشوارع ومش شايف الفقير اللي في شارع ملك حفني العصافرة اللي بيشحت! لن نجد حرجا كإسلاميين من قول "وهوا النبي كان عرف يعمل إيه في أول 100 يوم من الدعوة؟" في إشارة لأن الرئيس مرسي أنجز أكتر من سيدنا النبي، ولن نجد حرجا كليبراليين من التعويل على مرسي في حل مشكلة الناس اللي بتطرطر في النيل من غير تصريح!
انقسم الإعلام التلفزيوني والالكتروني من وسيلة لمعرفة الخبر إلى وسيلة لمعرفة زاوية أصحاب المحطة وكيف يرون الطرف الآخر، أصبحنا لا نستغرب السباب على الهواء مباشرة! أحد أقذر برامج الدولة المصرية الحديثة وأكثرها إساءة للإسلام "أعني برنامج خالد عبد الله على قناة الناس" القائمون عليه لم يجدوا حرجا من تسميته "أجرأ برنامج في مصر" وهو ولا مواخزة ليس إلا "أوسخ برنامج في مصر" فليس أسوأ من أن تجعل منبر الحوار منبرا للسب إلا أن تجعل منبر الحوار منبرا للسب باسم الدين، لعلي أتحدث عن قذارة هذا البرنامج في مقال آخر لكن لحد ذلك الحين أتساءل: هل هذا الاختلاف "الانقسام" صحي لهذه الدولة الثورية؟
هل هذا طبيعي؟

No comments:

Post a Comment