Tuesday 30 October 2012

ساندك!

بعيدا عن السخرية التي تصل لحد خفة العقل من إسم ساندي، ساندي يغتصب الآن حضارة بأكملها! إعصار مهول ومروع جدا عبث بالأرواح وقذف الرعب في نفوس شعب ينتمي لأقوى دولة في العالم وأقوى اقتصاد في العالم، تحدى كل عقول البشر التي يتوجب أن تكون وصلت اليوم لأعلى درجات التحضر والفهم، مشاهد مرعبة تبثها التكنولوجيا الحديثة التي دمرها هي الأخرى في ساعات معدودة، مشاهد لن تعبث بحدود عقلك وحسب بل تعبث أيضا بيقينك في أي شيء لأنك تشهد واحدة من أقوى عمليات الإزالة في التاريخ!
وعلى صعيد آخر فقد تم استحداث هاشتاق في تويتر يتحدث عن هذا الموضوع ويقول: اللهم اجعل ساندي كريح قوم عاد.
حين تفكر في درجة الانحطاط التي وصل إليها هؤلاء، تعجب بحق! كمية الجهل بالدين وبالدنيا، كمية الفقر في المشاعر، حجم الغباء المستفحل الذي يجبرهم على الحفظ دون الفهم، كمية التخلف العقلي التي عبثت بعقلهم فانعقد وعبثت بقلبهم فانقبض وعبثت بإنسانيتهم فالتزمت الصمت أمام الجوارح وهي تصدق العقل المعقد والقلب الميت.. إنها كمية ضخمة جدا!
الواجب علينا أن ندعوا لهم! لا أقول يفضل أو أنه أحسن من الدعاء عليهم، يجب أن ندعوا لهم، في الحقيقة! إني أرى موقف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم ليس إلا الدعاء والتضرع بالدعاء ودعوة الناس لصلاة الحاجة، لأن هذه أبسط مبادئ الإنسانية التي ينادي بها الكتاب الذي ذكر قصة قوم عاد للترهيب وذكر قصة آسيا امرأة فرعون للترغيب وذكر قصة لوط عليه السلام ليضرب أحد أعظم أمثلة التسامح وأنشأ تربية محمد التي فيها (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) "مع العلم أن قومي ضربوني وشتموني وأهانوني وسلطوا علي سفائهم وقذفوني بالحجارة وحاربوني بشتى الطرق".
هذه العقليات التي تدعوا عليهم لا لهم ومثيلاتها هي التي تحول بيننا وبين حضارة حقيقية، هذه العقليات هي نفسها التي باعت واشترت بالدين. عقليات تعشق الفتنة، تموت في سفك الدماء، تدمن الموت، تتغذى على عذاب الآخرين، وللعلم فإن منها نفس العقليات التي ترتاد بيوت الدعارة في شتى بقاع الأرض مساءً وتندد بمجازر فلسطين صباحا.
ساندي اختبار للبشرية، يميز الفاهمين المحترمين المثقفين بحق من الحافظين ولا يتجاوز حفظهم حناجرهم.
وأذكركم أن الأمريكي "ساندك" يا مصري في الثورة كما ساندك وأنت تقول أن الإسلام ليس إرهابي فسانده اليوم!


No comments:

Post a Comment