Wednesday 30 May 2012

أعطني "يد"!

السلام عليكم! 
من العبارات الجميلة في اللغة الإنجليزية "Give me a hand" وترجمتها الحرفية هي "أعطني يد" طبعا المقصد منها ليس طلب ليد باعتبار أن المتحدث "ناقص يد" بل هو طلب للمساعدة فيداه حاليا لا تكفيانه للقيام بالعمل الذي سيطلب فيه "يد" وهو بالأحرى ستكون يد حضرتك إن كنت أن السامع! 
هذه الثقافة "المساعدة" للأسف نادرة ومستغربة أيضا بشكل يدعوا للريبة في عالمنا العربي. بالرغم من أنها مطلب إسلامي أصيل ومكافأته من عند الله في غاية الأصالة (من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته) من هذا المنطلق ولأني شخص أحتاج الله في كل شيء كنت ومازلت أمد "يد" العون لكل من يحتاجها جارنا المسن، أولاد جيراننا قليلي الحيلة، أي طفل صغير يحاول الوصول لشيء ما، وغيرهم! لكن المسألة تصبح معقدة نوعا ما حين تفكر في إضافة "تاء التأنيث" ونون النسوة لهؤلاء "جارتنا، بنت جارنا، أي طفلة صغيرة تحاول الوصول لشيء ما وغيرهن الكثير" فحينها تتحول العبارة الجميلة التي كنت ستسمعها "شكرا لك" إلى مجموعة من الأفعال تبدأ من "النظر شزرا وربما سحبك عن الوصول للهدف الذي ترغب بمد يدك له وكأنك موشك على ارتكاب جريمة بحق الله والوطن وقد تنتهي بالشلاليط والكفوف" وهذا الأمر طبعا لا ينطبق على الجميع فما ألاحظه أن نظرة الشكر تكون أكثر صدقا حين أهب "يدي" لابنة أحدهم أو أخته، فهي بالرغم من ندرتها إلا أنها تستحق العناء وتستحق المجازفة، وما يستحق كل المعاناة في سبيل المساعدة هو الجزاء من الله سبحانه الذي صدقني سيكون من جنس العمل مع مراعاة أن المُجازي سبحانه أكرم من كل مُجازي!
دعني أعُد بك للموضوع الأصلي "نون النسوة وتاء التأنيث وتأثير المساعدة عليهن"، من الطبيعي أن لا أحد سيحتاج مساعدة في شيء ما إلا إن كان حقيقة حقيقة حقيقة "شكله" محتاج للمساعدة، فرسالتي لهؤلاء الفرسان الشجعان الذين يهبون لممارسة سلوك يمكن إطلاق كل لفظ عليه إلا "رد جميل" بحق من يساعدون "محارمهم"، يا فارسنا الشجاع لا تحوجهن لأحد ووفر على نفسك ترددات الصوت والطاقة التي ستبذلها لتحريك عضلاتك، أو استخدم الحل البديل "الأفضل" وهو إدراكك لأنهم قطعا سيحتاجون مساعدة يوما ما فاستخدم ما آتاك الله من قوة في مساعدة غيرهم/ن إن وجدتهم يحتاجون "يد"!

لا أحوجكم الله لإنسان! :)

Tuesday 29 May 2012

Friends pt1

     One of the few things I was proud to have for a long time was "friends", not just the normal kind of friends! the LOYAL kind, which is very rare "that`s what I thought" but, life taught me something very deep yet very weird in the past two years and it became a very hard lesson in the past two months!
     No matter how hard you`ll try to make someone a "BEST FRIEND" you wont succeed unless you were the same thing to him. And don`t relay on the conclusion that leads to (he "looks" like a beloved kind of person) because even if you could touch and feel his BIG BIG love towards you it could still be just a lie or maybe he did not know you will enough so he thought that you are a perfect person and realized later that you are just another person. It`s Okay! really! loosing someone that loved you because you are "PERFECT" is actually awesome! I mean seriously how on earth would you deal with him?! If you actually could "keeping in mind that it`s a total waste of time, energy and love" it`ll be even more waste and impossible to be "friends" you wont be able to confess your little secrets to him, share your ugly history, talk about the love of your life, cry on his shoulders or calling when you need a hug! It`s not silly! It`s something every person need, It`s just weird because only few actually look for it! only few know that it actually matters! 
     So go out there and lose some friends, more likely some "people" you thought were friends. And be sure that in the middle of disposing those bugs you will be able to find the actual TRUE FRIEND! And that was my first lesson! 

SALAM!

Sunday 27 May 2012

رؤية سياسية

السلام عليكم! 

من فترة.. يوم قررت الجماعة الدفع بمرشح رئاسي! كنت معترض على القرار تماما! ليس لأنه معارض لما قالوه بعد الثورة مباشرة "إحنا معندناش نية لأن يكون رئيس مصر القادم من الجماعة!" فهذا شأنهم وهي كلمتهم التي يغيرونها كيف ما يشاؤون! لكن لأنهم حين قرروا هذا القرار لم يشتتوا أصوات المسلمين وحسب الذين كانوا حينها مايزالون في حيرة الاختيار بين (أبو الفتوح والعوا وأبواسماعيل) بل شتتوا أصوات الثورة ونحن حينها أصبحنا واثقين أن الانتخابات معرضة للضياع منا بسهولة جدا إن عرف العسكر كيف يلعب اللعبة الأخيرة وفعلا أجاد! 

زود كام صوت لشفيق، اضمن انك متنقصش المرشحين الثوريين أكتر من كدة، هوب! أديك أخدت أغلبية يا معلم! صحيح أنها ليست أغلبية تؤهله للفوز من أول جولة (هذا مستحيل أصلا على أي مرشح) ولكنها أغلبية جعلته الثاني بعد مرشح يمكن أن نقول أنه محسوب على الثورة! أو مع الثورة عشان محدش يزعل! 
بينما بالنظر مرة أخرى للأمور نجد أنه كان من الممكن أن يتمتع الاخوان بصلاحية الرئاسة إن شاؤوا لأني أذكر أن الدكتور عبد المنعم قال في لقائه الأخير على سي بي سي أن الكتلة البرلمانية التي سيستعين بها هي حزب الحرية والعدالة كأغلبية برلمان وتوافق بشكل ما فكرته ومشروعه! لكن لأ! 
لذلك أعد النظر قارئي العزيز في نتيجة الانتخابات لتجد أبا الفتوح قد ربح 18% والدكتور محمد مرسي كان الأول بنسبة 24% وبحسبة بسيطة تجد مجموعهم 42% وحينها سيكون على شفيق أن يحاول مجابهة هذه النسبة التي ستزيد في الإعادة بشكل طبيعي، لأنه وبعكس مرسي فأبوالفتوح استطاع أن يجمع حوله جميع الأطياف بينما اكتفت جماعة الإخوان بالصمت والمراقبة والدعاء على الإعلام المضلل بينما يمارس هذا الإعلام جميع أنواع الكذب والنفاق الإعلامي كي يقصيهم عن الثورة ويجعل الفصائل الثورية كلها في كفة والإخوان في كفة أخرى خالص!  والشهادة لله، نجحوا وبجدارة!

لا أريد أن أقول أن الاخوان هما اللي وصلونا لكدة فربما هناك خير سيأتي من فوز مرشحهم "كنا سنراه في فوز حزبهم" لكني أريد أن أقول أن الاخوان كان بيدهم أن تكون النهاية أفضل من هذه، وإن كانوا يدعوننا اليوم إلى تجميع الأصوات ولم الشمل وشتات الثورة فعلي أن أذكرهم من باب "وذكِّر" أنهم هم من شتتوها في المقام الأول! فلا يستغربوا من تخوف أشخاص كثير ومن تشبيه الكثيرين للإخوان بالفلول، مع مراعاة أني مع الإخوان ضد الفلول!

فوتُّكوا بعافية!

حق النقد!

تعرفوا معي على عبد المجيد محمد "أنا"، شاب نشأ بإذن الله في طاعة الله يحمل جواز سفر مصري لكنه ولد في المملكة العربية السعودية لظروف عمل والده ونشأ وترعرع فيها! المشكلة في عبد المجيد هذا أنه "العيل اللي مفيش حاجة عاجباه" فيمتلك قدرة على اكتشاف الأخطاء في كل شيء، ولأنه إنسان تزيد ثقافته ويزيد وعيه بزيادة هذه الثقافة عرف مؤخرا أنه يخطئ أيضا فتوقف عن التصريح بالخطأ الذي يلحظه في كل شيء واقتصرت آراءه النقدية على ما يراه متجاوزا لكل الحدود ومنافيا للعقل والمنطق ومتعارضا مع ما تربى عليه من إسلام وقرآن، بمعنى آخر .. صار ينتقد الفساد الإداري والغباء التعليمي والغطرسة الغير مبررة والأخطاء التي على أساسها يروح أشخاص كثيرون في ستين داهية!

لكن ... بصفته ابن 18 عاما قضاها في بلد يعتبر فيها أجنبي، ولا يعرف عن بلده الأم إلا القليل أصبح يواجه بكلمتين حين ينقد أي تصرف من كلا المجتمعين ففي مصر "إنتا تعرف إيه أصلا عشان تتكلم" وفي السعودية "مو من حقك تنتقد" !

طن طون طاااان!

ليس من حقي أن أنتقد النظام التعليمي الذي على أساسه سيحدد مصيري والذي نشأت ألعن سلسفيل اللي حط الطلاب في راسه أثناء وضع النظام هذا! وليس من حقي أن أنتقد الحاكم والنظام الذي سلب خيرات بلدي ليجعلني ككثيرن مغتربا وهويتي تتلخص في كلمة "أجنبي" وليس من حقي أن أنتقد المجتمع الذي عشت فيه عمري كله وإن كانت مساوئ المجتمع هذا تضرني قبل أن تضر المجتمع كله، وليس من حقي أن أنتقد المجتمع الذي يمكنني لمس مشاكله وعيوبه وبلاويه الزرقا خلال فترة لا تتجاوز الثلاث أشهر! 

أنا جمهورية .. أنا مملكة .. أنا امبراطورية عظمى تتحرك على الأرض وتحتك بامبراطوريات أخرى! للأسف مصير هذه الامبراطورية مقيد بالأرض التي تمشي فوقها، لذلك تضطر هذه الامبراطورية لأن توجه مدافعها نحو كل ما يعبث بأمن وأمان وإسلام هذه الأرض وكل أرض تمشي عليها! المنطق بهذه السهولة وبهذه العبقرية!

Saturday 26 May 2012

التربية والتعليم

لماذا يُجبر الطالب العربي على السجن داخل مدرسة كئيبة مع مدرسين كئيبين غالبا لمدة 12 سنة ثم يخرج ليدخل الجامعة مع دكاترة أكثر كآبة إلى أن يشاء الله؟
ثم يعودون ليسألوا: لماذا مستوى التعليم متدني؟
من غير المنطقي أن تطلب من الأجيال التي تُحبس في مدارس كهذه ومع مناهج مبعثرة كهذه أن يخرجوا لك علماء وأطباء ومهندسين.

قد يحصل.. لكنهم سيخرجون بأشكال مختلفة ومتفرقة
طبيب يتمنى أن يكون إعلامي
مهندس يحلم أن يكون تاجر
طيار يحلم أن يكون أي حاجة تانية!

سيقول لي قائل "ربما متجاهل" عندك أحمد زويل مثلا!
أحمد زويل شذ عن القاعدة اللي بتقول إن الفعل ليه رد فعل مساوي في القوة معاكس في الاتجاه
وفيه غيره بينحرفوا عن نفس القاعدة لكن ليس بنفس الطريقة ولا نفس الدرجة!

أعطني علما بدائيا حتى أبلغ الحلم: كيف أقرأ، أكتب، أبحث عن معلومة، وساعدني في البحث عما أحب!
واتركني أحدد طريقي!
أما أن تثقل كاهلي الضعيف بكل علوم الدنيا وأخرج بعد أن تنبت لحيتي وشنبي وينحني ظهري وأنا لا أعرف أين أذهب!!!
فهذه كارثة يا رعاك الله، كارثة وأزمة ومصيبة كبيرة لا حل لها إلا بزوال عقليتك المريضة التي ما تزال تقول: إنا وجدنا آباءنا لها عابدين!

المجتمع الذي يستمر في التصريح بأنه مجتمع متعلم ويخرج من ثانوياته كل سنة مئات المتخرجين بنسب مرتفعة جدا هو مجتمع مريض حقا ويعتبر غير متعلم وغير مدرك لكيفية إدارة الأمور وكيفية إدارة المجتمعات.
لأن مئات المئات يدخلون لكليات الطب في العالم العربي كل سنة
كم واحدا منهم لا يدخن؟
قليل أليس كذلك؟
هذا يدل على أن قليلين جدا دخلوا حبا في الطب!

أعطني تعليما يخرج الطبيب والمهندس والإعلامي والروائي والممثل والمخرج والمصور والعامل البسيط والجندي والضابط والعسكري وعامل الورشة وعامل السباكة والكهربائي ومسؤول النظافة والطيار والسائق وشرطي المرور والحكيم والسكرتير ومدير الأعمال والتاجر والمعلم ومدير المدرسة ووزير التعليم، على أعلى مستوى بحيث يمكنني أن أتوجه لأي منهم لأجده مبتسما قانعا بعمله محبا له يبذل كل جهده فيه.
حينها فقط يكون ما لديك يسمى "تـ ـعـ ـلـ ـيـ ـم"

Friday 25 May 2012

عن الديموقراطية نتحدث

السلام عليكم ... الديموقراطية ليست كما يدعي كثيرون "جديدة" على المصريين! نحن نمارس الديموقراطية منذ عهد الفراعنة، بغض النظر عن استعباد العمالقة ووجود بعض الحكام "قلة مندسة" الذين قالوا: (أنا ربكم الأعلى) وغيرها من الأشياء الفرعونية التي لا تمثلنا، فنحن شعب له عهد قديم ووثيق مع الديموقراطية، صحيح أن آباء كثيرين لدينا يجبرون أولادهم على التخصص الجامعي الذي يريدونه هم ويزوجونه المرأة التي تعجبهم هم ويسمون أحفادهم بالأسماء التي يختارونها هم! لكن هذا لا يعني أننا لا نملك من لا يفعلون هذه الأشياء! 

لذلك لا تستغربوا حين ترون في الانتخابات الرئاسية لرئيس مصر القادم لمدة 4 سنوات وربما ثمانية من يصوتون لآخر رئيس وزراء عينه مبارك الحاكم الذي خلعناه بطلوع روح كثيرين من الشباب.
ولأوضح لكم فكرة جميلة، يوم قامت الثورة كنت في السعودية كما أنا من يوم ولدت، فكان يسألني زملائي في المدرسة على سبيل السخرية وعلى سبيل التساؤل أيضا: (ياخي ثلاثين سنة ساكتين ودحين تبو تشيلوه؟) أي نعم، في بلادنا أشخاص 30 سنة ساكتين وأكثر من ذلك لكن أنا 17 سنة والشهداء الذين كانت أعمارهم بين 17 و 25 سنة والثوار من جميع الأطياف لم يكونوا كما تعتقد "ساكتين" فمصر مليئة بالمظاهرات والاحتجاجات من سنين طويلة، لم تكن بالقدر الكافي للإطاحة بالنظام، لكنها كانت تريد أن تفعل هذا! 

ودعني أختم لك بفكرة تتضح حين تفهم القصة هذه! الأشخاص الساكتين من 30 سنة هؤلاء منحوا في اليومين الأخيرة فرصة ليتكلموا، ليدلوا بأصواتهم، فانظر ماذا ترى!

Thursday 24 May 2012

ما أعرفه عن الشخصية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطالما كنت فخورا بشخصيتي رغم غرابتها وكثرة التناقضات فيها، فهي شخصية ممتلئة بتناقضات لن أخاطر بخسارتكم وأذكرها الآن، دعونا نتعرف على بعضٍ بشكل أفضل وستتعرفون على التناقضات هذه معي. 
المهم في الأمر أني أملك شخصية، تحب أشياء وتكره أخرى، ترتاح مع أشخاص وتخاف من آخرين، لدي طقوس خاصة في كل عمل أقوم به، هذه هي الشخصية من وجهة نظري، مجموعة من المعتقدات والأفكار النابعة من رؤيتك وطريقة تحليلك للأمور بشكل منطقي أو حتى غير منطقي المهم أن تكون مقتنعا بالفكرة. مالم أفهمه يوما هم هؤلاء الإمعات والنكرات التي امتلأت بهم الساحة، ومنهم أصدقاء شخصيين لي أفاجأ بهم يتخذون قرارات لا مبرر لها سوى: "فلان" عمل كذا! بصرف النظر عن تربية فلان وغاية فلان من العمل وحجم فلان "وهو أمر اكتشفت أنه يشكل فارقا كبيرا" والمشكلة الأدهى والأمر أن فلان هذا ليس ثابتا، فهؤلاء الأشخاص بحسب احتكاكي بهم المستمر اكتشفت أنهم لا يمتلكون "فلان" واحد وإنما يتغير فلانهم بتغير الوقت الذي يقضونه معه. فلديهم فلان في المرحلة المتوسطة وفلان آخر في الثانوية ثم مجموعة "أفلنة" متعددة في مرحلة أخرى وينتهي بهم الأمر كما سينتهي بنا جميعا إلى لحظة يضعنا الله سبحانه فيها أمام قرار لا يمكننا اتخاذه بجوار فلان أو استشارة أي فلان من الأفلنة الكثير التي تعرفنا عليها وفي حالة أصحابنا هؤلاء "تطفلنا" عليها، حينها ستأخذهم وسأكون آسفا عليك قارئي العزيز إن كنت منهم وسأقول أسفا: ستأخذك الذكريات لتذكر كل اختيار وكل قرار في حياتك لتجدها لم تكن بناء على ما تحب، لم تكن بناء على ما تربيت عليه، لم تكن بناء على ما قمت بتحليله وتفسيره والتطلع لهدف من وراءه، في الواقع أنت لم تملك هذه الاختيارات أصلا لأنك لم تمتلك ما تحب، لم تمتلك ما ترجع له، لم ما تمتلك القدرة على التحليل بالاستناد على المعلومات المتوفرة لديك. فقد طال الحال بك أسفا وأنت طفيلي لكن بدلا من أن تتغذى على غذاء العائل كنت تعيش بأفكار وآراء "فلان"!

الشخصية بكل عيوبها وبكل مساوئها أمر مهم جدا يجدر بنا الاهتمام بتنميته والاهتمام بشكل كبير جدا بجعلها مستقلة لا تكترث لكلام الناس "حين يكون مجرد كلام" ولا تعتمد على الغير في تحديد مصائرها، ففي نهاية الأمر كما لن تزر وازرة وزر أخرى في الآخرة لن يحصل الشيء نفسه في الدنيا!

كل انتخابات وأنتم بخير!

Wednesday 23 May 2012

فن صناعة الدعاء!

السلام عليكم... في يوم من الأيام كان هناك مطبٌّ أمام مستشفى من المستشفيات! وبصفتي رجلا أحب القانون وألتزم به كنت أهدئ سرعتي عند المستشفيات والمدارس بشكل تلقائي، المطب الذي أحدثكم عنه هذا كان يتميز بمتعته حين تمر فوقه بهدوء! يجعلك تشعر وكأنك صعدت على رولر كوستر لبضع ثوانٍ، المهم... مرت الأيام وعلاقتي بالمطب تزداد وطادة يوما بعد يوم كونه موجود في الطريق لمنزل أحد أصدقائي الأعزاء، ثم انقطعت عن المطب لفترة ليست قصيرة بسبب أن صديقي سافر لدراسته الجامعية.
رجع صديقي أمس وعدت اليوم لأعيد العلاقات الدبلوماسية مع المطب فوجدته شاب وكبر وازداد تحدبا لدرجة أن سيارتي الجيب التي تكاد لا تلمس كفراتها الأرض ارتفعت عن الأرض وهبطت هبوطا صعبا من شدة تحدب المطب العزيز "والله ليست مبالغة" المطب فعلا صار محدبا بشكل بشع بينه وبين أن يكمل الزاوية الحادة كمان كام يوم فقط!
مثل هؤلاء المقاولين.. المسؤولون عن مطبي العزيز والمسؤولون عن شارع الأمير سلطان والمسؤولون عن شارع صاري والمسؤولون عن طريق المدينة والمسؤولون عن الخط السريع هم السبب في كوننا نخترع دعواتٍ مثل: "الله يرجك في النار زي ما رجيتنا على الأرض" "الله يسد طريقك زي ما سديت طريقنا" "الله يعطل دخولك للجنة زي ما عطلت مصالحنا" "الله يخرب حلالكم مثل ما خربتوا حلالنا" وغيرها الكثير من الدعوات التي تأتي مفصلة على مقاس هؤلاء! 

طرقٌ سريعة نفاجأ فيها بمطبات حقيرة لا يمكنك تفاديها وإن شاء الله وكانت سرعتك منخفضة قليلا تضطر أيضا لأن تنقز داخل سيارتك قليلة الحيلة والتي إن نطقت أو ملكت حرية التصرف في نفسها لقذفت بنفسها في البحر!

ولا نتحدث هنا عن المقاولين فحسب بل نتحدث عن كثيرين من الذين ولاهم الله أمرا من أمور المسلمين فشقوا عليهم واستجابة لدعوة نبينا عليه الصلاة والسلام نرى الله يشق عليهم وينطق ألسنتنا بأدعية عليهم لا نملك غيرها أمام ظلمهم وتجبرهم! حقا... إننا نعيش في زمن صناعة المكروه!

Tuesday 22 May 2012

شاهد ماشافش حاجة!

السلام عليكم ...
من أغرب ما يميز مجتمعنا العربي الإسلامي المحافظ موضوع يمكنكم فهمه من خلال بعض العبارات:
"أصل هوا اللي قاللي أنا واسك فيه"
"يابونا واحد من العيال كلمني بس ثقة ما يحتاج" 

المشكلة تكمن أن هذا الأخ "الواثق" لا يعلم أن صاحبه "الموثوق فيه" تلقى القصة من شخص آخر وهذا تلقاها من شخص آخر وبدوره تلقاها أصلا من واحد خراط كبير! فتصل لك القصة أخيرا بعد أن لعبت بها لدغة الأول وعاث فيها فسادا وأكياسا زهايمر الثاني ولم يعتقها خيال الأخير! 

 وتصلك القصة بالشكل التالي ولأن حضرتك متعقل تتسائل برهبة: معقولة؟ 
ثم وكأن التفافة التي اضطررت لاستحمالها طوال القصة تلك لم تكف صاحبك ليصرخ في وجهك والأمطار تنهمر عليك من سحب فمه الجميل: يعني أنا كذذذذاب؟! فتسأل باطمئنان: يعني الموضوع حصل لك إنتا؟ 
وهنا تقع الطامة الكبرى برده المؤسف: لا سمعته من واحد!
طان طان طون! 

ومالك يا صديقي أخذتك الحمية وقمت تدافع عن شرف القصة وكأنه عرض امرأة من جماعتكم؟ 
فعلا سؤال محير! لماذا الكذب والنقل بكذب والنقل بثقة يشوبها الكذب! بعدين لو مجتمعنا كل أمه صادق كما يدعي كثيرون وهم يحكون قصصهم الخيالية التي لا مكان لها سوى دماغ شهرزاد! من أين تأتي هذه الأكياس الكثيرة؟! ومالذي قادنا لأن نسمع الخبر اليوم وتكذيبه بعد ساعة؟! وكيف وصل الحال بالأمة التي "لا تكذب" لأن تكون أمة تخترع المسلسلات والقصص الدرامية والخيالية والكوميدية والرومانسية وجميع أنواع السيناريوهات الهوليودية؟! لا ويقول في النهاية: حصل بالفعل!

دعوني أختم بقصة قصيرة توضح حجم تفشي الكذب والهياط في عالمنا العربي، وهي قصة ليست جدية بل هي في الواقع قديمة جدا وانتشرت على النت في فترة من الفترات. 
تحكي القصة عن رجل مسلم كان يتوضأ في أحد البلدان وكان بجواره يهودي "يال الصدفة" فقال له اليهودي وهو ينظر له شزرا: أنتم المسلمون قذرون! تغسلون أقدامكم في المكان الذي نغسل نحن وجوهنا فيه! فرد المسلم بابتسامة على وجهه: كم مرة تغسل وجهك في اليوم؟ فرد اليهودي متعجبا من السؤال: مرة .. مرتان ان اقتضى الأمر! فقال له المسلم: أنا أغسل رجلي خمس مرات في اليوم! فدخل اليهودي في الإسلام! 
 انتهت القصة! 

أي يهودي وأي مسلم وأي رجل وأي يد تتحدثون عنها! إنسان ميزه الله بعقل ويبدو من سؤاله أنه كان حاقدا بعقله على المسلمين وكارها لهم، يدخل في الإسلام ويغير معتقده بالكامل لمجرد أن المسلم يغسل رجله خمس مرات في اليوم؟! مثل هذه القصص لا تنفع الإسلام بل قد تضر سبيل الدعوة إليه! فإن كذبوا في قصص الدعوة في الإسلام فماذا بقي يا ناس؟!

فدخل في الإسلام! عبارة تكررت كثيرا ولم يكن تواجدها منطقيا في أحيان كثيرة! والسبب أن الكذب والتفشير والركب والأكياس والجمال الطائرة والأفيال النافثة للهب! كثرت! 
أجارنا الله وإياكم!

Monday 21 May 2012

واط إز إط؟!

النائب المحترم في البرلمان المصري الذي رأى أن تعليم الانجليزي مخطط خارجي، لم يخطئ! في الواقع هو أصاب في نصف كلامه، فهو مخطط لكنه داخلي! فالجرائم المرتكبة من قبلنا كمصريين بشكل خاص وكعرب بشكل عام في حق اللغة الانجليزية كفيلة بتغيير ثقافة شعب بأكمله! أتوقع أن السائح الأمريكي أو البريطاني يعود لوطنه بلكنتنا الغريبة هذه ويلقى رواجا بين السكان! ولسان حالهم يقول:
Oh you have an awesome accent
 بعكس الكثيرين الذين يعتقدون أن هذه اللكنة مضحكة وشنيعة أرا أهل اللغة الانجليزية "وهم أشخاص غريبون" سيرونها لكنة جميلة بل ربما تعتبرها بعض الفتيات من مكملات شخصية فارس الأحلام! أي نعم ففي المستقبل القريب ستكون من الجاذبية التي تتهافت الفتيات نحو ممتلكها! 
وتبدأ ثقافتنا بالانتقال هناك فنجد السنين تمر بسرعة ونحن نشهد (أرابيا تاون) في كل مدن العالم والمطاعم حول العالم تقدم "الفول المدمس" و "القلابة" و "المندي" كأطباق رئيسية ويكون من حسن حظك إن تمكنت من حجز مقعد لدى أحد المطاعم في بوفيه الرز الذي يقام بشكل أسبوعي والذي يحتوي جميع أنواع أطباق الرز واللحم الشرقية (مندي، كابلي، صيادية، مضغوط، كبسة على الطريقة السعودية، وكبسة أخرى على الطريقة المصرية.. وما خفي كان أعظم) ومن هنا نجد المحاضرين في أمريكا وأوروبا يحاربون ظاهرة "التعرنب" ويبدأون بتحذير الشباب من لبس الثوب بحجة أنهم لا يعرفون المعاني الخفية وراء من يلبسون الثوب في العالم العربي، ويحذرون الفتيات من لبس العباءة متحججين بأن الفتاة التي تلبس العباءة في بلاد الشرق تعتبر فتاة غير مرغوب فيها وتريد عزل نفسها عن المجتمع! ويبدأون بالاجتماع في خطب الأحد لمحاربة ما يحدث من حركات "أسلمة" ويرفعون أكف الضراعة يبتهلون بالدعاء على المسلمين الأشرار الذي غزوا شبابهم فكريا وعقائديا! 
تعاملنا مع اللغة الإنجليزية من وجهة نظري أمر عادي، أعني بالله عليك لم تستغرب إن رأيت شخصا يقول "واط إز زاط؟؟ وأنت ترى وتسمع كل يوم إعلاميين يقولون "ماهي أبعادْ رؤيتُكُم للوضع الحالي وكيف يمكننا تحذير السادة المشاهدون؟!؟

*الجملة السابقة فيها ثلاثة أخطاء تذهب بمعنى اللغة قبل مبناه*

Sunday 20 May 2012

ع البركة

العجيب في هذه الدنيا أنك يا عزيزي تعيش ملك زمانك مقتنعا بكونك حرا تملك اختياراتك بالكامل بينما يجب عليك عاجلا أم آجلا أن تقف دقيقة لتنظر حولك وتدرك حقيقة غريبة بالفعل! وهي أنك لا تملك القدرة على التحكم في أهم حدثين في حياتك.. بداية حياتك ونهايتها!
ولأصدقك القول فإن هذه الحقيقة تخيفني جدا وتجعلني دائم التساؤل ودائم الشكوى وتبرز ضعفي الشديد في المواقف الصعبة!

على أي حال.. لعلك يا فاضلي تعرف الآن حجم التطور الذي وصل له العلم لكن برغم هذا العلم الذي جعل الحكومتين المصرية والسعودية يعرفان من أنا وأين أسكن وماذا أريد "بحسب منطق البعض" فأنت لا تعلم من أنا ولا هم حتى إن عرفوا اسمي وجنسيتي ووظيفتي يعرفون من صدقا أنا! وهو شيء يجدر بك أن تحمد الله عليه، من أنت وما هي أسرارك وخباياك! أشياء تخصك وحدك ولا سلطة لأحد عليها! إلا الله وهي حقيقة أخرى يجدربك الانتباه لها.
اليوم يكون بيني وبين امتحانات نهاية العام لسنتي الدراسية الأخيرة كطالب مدرسة- أربعة أيام فقط! لا يمكنني وصف حجم القرف الذي كنت أعيشه على مدى اثنتي عشر سنة! متعايشا مع حقيقة أني يجب أن أدرس حتى أصبح دكتورًا وهو شيء لم أفهمه حقيقة! فأنا كنت أتساءل دائما لماذا لا أدرس لأصبح ممثلا وأسافر لهوليود وأمثل بشكل عادي جدا كأي ممثل؟ لماذا لا أدرس لأصبح مخرجا "أفلام برضه"؟ لماذا لا أدرس لأصبح سائق تاكسي؟ لماذا لا أدرس لأصبح أي داهيةٍ تانية؟ لماذا كانت المذاكرة والاجتهاد مرتبطتين دائما بالدكترة والهندسة وماسواهما يعتبر خيبة تقيلة وعار يجدر بالأهل أن يتبرقعوا خزيا منه؟ دعنا نركز على حقيقة أهم وهي أنني لا أدرس!
فعلا! أنا لا أدرس! منذ أن تخرجت من المرحلة المتوسطة ويتملكني شعور أني اكتفيت وأن كل دراسة بعد هذه الدراسة هي مضيعة لوقتي ولجهدي، حتى المناهج بدأت بالاستهبال! الرياضيات أصبحت خليطا من المعادلات الفيزيائية والكيميائية التي تزداد ثقتي يوما بعد يوم بأني لن أحتاج شيئا منها كمذيع أو كاتب أو ممثل أو مخرج! الأحياء كمادة ممتعة للاطلاع بدأت بتعريفنا على أبشع مافي الطبيعة وأغرب مافيها، فلا أعرف ماذا سأستفيد كمهندس مثلا إن عرفت أن الحوت يلد ولا يبيض؟ مالفائدة من معرفة الفطريات الزيجوتية والزقية "هذا اسم حقيقي"؟ ما الفائدة المرجوة من معرفة انتماء خيار البحر للحيوانات اللافقارية؟ حتى مادة الأدب العربي بدأت تأخذ مناحٍ متخلفة نجبر فيها على دراسة نصوص لشعراء كانوا يأكلون بألسنتهم بشعر يملؤ مديحا وإطراءً لا طاقة لبشري به! كتاب الانجليزي لم يجدوا شيئا يملؤوه به فتحدثوا عن نهضة القطارات في القرن الحادي والعشرين! 

وحضرتك متعجب لكوني لا أدرس!؟ لكن لا تقلق فأنا مدرك لكونك بدأت "تخاف" على مستقبلي المرهون بحسب ما تعتقده بشهادتي الثانوية، فأنا وبحمد الله أخترع طرقا أسلك بها من اختبارات الثانوية بسهولة ويسر! وبالرغم من ذلك فأنا أستمر في حرصي الدائم على أن لا أدرس لأن اعتقادي السائد أن ملء رأسي بقوانين الجا والجتا والتفاضل والتكامل لن ينفع أمتي "بصفتي" ولن ينفع القضية التي أحارب لأجلها من الصف الثاني الابتدائي فالقضية قضية رجل موهبته في لسانه لا حاجة له بتضييعها على هذه النظريات الرياضية الباهتة، لها ناسها وأهلها الكرام! وهم أشخاص كويسون حقيقة.


وفيما يتعلق بحضرتك ورغبتك الجامحة في فهم ما أريد الوصول له من هذا الحديث، أحب إعلامك أسفا أنك لن تصل لشيء ومن المرجح أيضا أن تكون أغلقت نافذة متصفحك الآن. 



ما أريد قوله هو.. هذه مساحتي الجديدة، المكان الذي سأعترض فيه على الدنيا كلها بصوت عالٍ وبأكبر بونط يسمح به جوجل. وبلون واحد! فلا تنتظر شيئا آخر!