Tuesday 22 May 2012

شاهد ماشافش حاجة!

السلام عليكم ...
من أغرب ما يميز مجتمعنا العربي الإسلامي المحافظ موضوع يمكنكم فهمه من خلال بعض العبارات:
"أصل هوا اللي قاللي أنا واسك فيه"
"يابونا واحد من العيال كلمني بس ثقة ما يحتاج" 

المشكلة تكمن أن هذا الأخ "الواثق" لا يعلم أن صاحبه "الموثوق فيه" تلقى القصة من شخص آخر وهذا تلقاها من شخص آخر وبدوره تلقاها أصلا من واحد خراط كبير! فتصل لك القصة أخيرا بعد أن لعبت بها لدغة الأول وعاث فيها فسادا وأكياسا زهايمر الثاني ولم يعتقها خيال الأخير! 

 وتصلك القصة بالشكل التالي ولأن حضرتك متعقل تتسائل برهبة: معقولة؟ 
ثم وكأن التفافة التي اضطررت لاستحمالها طوال القصة تلك لم تكف صاحبك ليصرخ في وجهك والأمطار تنهمر عليك من سحب فمه الجميل: يعني أنا كذذذذاب؟! فتسأل باطمئنان: يعني الموضوع حصل لك إنتا؟ 
وهنا تقع الطامة الكبرى برده المؤسف: لا سمعته من واحد!
طان طان طون! 

ومالك يا صديقي أخذتك الحمية وقمت تدافع عن شرف القصة وكأنه عرض امرأة من جماعتكم؟ 
فعلا سؤال محير! لماذا الكذب والنقل بكذب والنقل بثقة يشوبها الكذب! بعدين لو مجتمعنا كل أمه صادق كما يدعي كثيرون وهم يحكون قصصهم الخيالية التي لا مكان لها سوى دماغ شهرزاد! من أين تأتي هذه الأكياس الكثيرة؟! ومالذي قادنا لأن نسمع الخبر اليوم وتكذيبه بعد ساعة؟! وكيف وصل الحال بالأمة التي "لا تكذب" لأن تكون أمة تخترع المسلسلات والقصص الدرامية والخيالية والكوميدية والرومانسية وجميع أنواع السيناريوهات الهوليودية؟! لا ويقول في النهاية: حصل بالفعل!

دعوني أختم بقصة قصيرة توضح حجم تفشي الكذب والهياط في عالمنا العربي، وهي قصة ليست جدية بل هي في الواقع قديمة جدا وانتشرت على النت في فترة من الفترات. 
تحكي القصة عن رجل مسلم كان يتوضأ في أحد البلدان وكان بجواره يهودي "يال الصدفة" فقال له اليهودي وهو ينظر له شزرا: أنتم المسلمون قذرون! تغسلون أقدامكم في المكان الذي نغسل نحن وجوهنا فيه! فرد المسلم بابتسامة على وجهه: كم مرة تغسل وجهك في اليوم؟ فرد اليهودي متعجبا من السؤال: مرة .. مرتان ان اقتضى الأمر! فقال له المسلم: أنا أغسل رجلي خمس مرات في اليوم! فدخل اليهودي في الإسلام! 
 انتهت القصة! 

أي يهودي وأي مسلم وأي رجل وأي يد تتحدثون عنها! إنسان ميزه الله بعقل ويبدو من سؤاله أنه كان حاقدا بعقله على المسلمين وكارها لهم، يدخل في الإسلام ويغير معتقده بالكامل لمجرد أن المسلم يغسل رجله خمس مرات في اليوم؟! مثل هذه القصص لا تنفع الإسلام بل قد تضر سبيل الدعوة إليه! فإن كذبوا في قصص الدعوة في الإسلام فماذا بقي يا ناس؟!

فدخل في الإسلام! عبارة تكررت كثيرا ولم يكن تواجدها منطقيا في أحيان كثيرة! والسبب أن الكذب والتفشير والركب والأكياس والجمال الطائرة والأفيال النافثة للهب! كثرت! 
أجارنا الله وإياكم!

2 comments:

  1. بعد التحية:
    عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع أخرجه مسلم.
    وفي الحديث الآخر: بئس مطية الرجل زعمو
    للأسف ان نرى في مجتمعنا انتشار هذه السلبية, والتي ساهمة في تقهقرنا الى الخلف , وترى هذه الظاهرة في الاعلام الحديث (الفيس بوك وتويتر واليوتيوب )منتشرة بشكل مريع وذاك جهلا من البعض وحرص من البعض على (السبق في الخبر) والبعض دسيسة لتحقيق اهداف لجهة معينة.
    يبقى ان نرفع درجة الوعي في ذاتنا وغيرنا في كيفية التعامل مع الخبر تحليلا ونقدا قبل نشره كما علمنا دينناالحنيف
    اطروحة غاية في الاهمية اشكرك يالغالي
    محمدابراهيم

    ReplyDelete
  2. الشكر لك أستاذي!
    وشكرا لتدعيمك الموضوع بالأحاديث التي أوردت!

    ReplyDelete