Thursday 24 May 2012

ما أعرفه عن الشخصية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطالما كنت فخورا بشخصيتي رغم غرابتها وكثرة التناقضات فيها، فهي شخصية ممتلئة بتناقضات لن أخاطر بخسارتكم وأذكرها الآن، دعونا نتعرف على بعضٍ بشكل أفضل وستتعرفون على التناقضات هذه معي. 
المهم في الأمر أني أملك شخصية، تحب أشياء وتكره أخرى، ترتاح مع أشخاص وتخاف من آخرين، لدي طقوس خاصة في كل عمل أقوم به، هذه هي الشخصية من وجهة نظري، مجموعة من المعتقدات والأفكار النابعة من رؤيتك وطريقة تحليلك للأمور بشكل منطقي أو حتى غير منطقي المهم أن تكون مقتنعا بالفكرة. مالم أفهمه يوما هم هؤلاء الإمعات والنكرات التي امتلأت بهم الساحة، ومنهم أصدقاء شخصيين لي أفاجأ بهم يتخذون قرارات لا مبرر لها سوى: "فلان" عمل كذا! بصرف النظر عن تربية فلان وغاية فلان من العمل وحجم فلان "وهو أمر اكتشفت أنه يشكل فارقا كبيرا" والمشكلة الأدهى والأمر أن فلان هذا ليس ثابتا، فهؤلاء الأشخاص بحسب احتكاكي بهم المستمر اكتشفت أنهم لا يمتلكون "فلان" واحد وإنما يتغير فلانهم بتغير الوقت الذي يقضونه معه. فلديهم فلان في المرحلة المتوسطة وفلان آخر في الثانوية ثم مجموعة "أفلنة" متعددة في مرحلة أخرى وينتهي بهم الأمر كما سينتهي بنا جميعا إلى لحظة يضعنا الله سبحانه فيها أمام قرار لا يمكننا اتخاذه بجوار فلان أو استشارة أي فلان من الأفلنة الكثير التي تعرفنا عليها وفي حالة أصحابنا هؤلاء "تطفلنا" عليها، حينها ستأخذهم وسأكون آسفا عليك قارئي العزيز إن كنت منهم وسأقول أسفا: ستأخذك الذكريات لتذكر كل اختيار وكل قرار في حياتك لتجدها لم تكن بناء على ما تحب، لم تكن بناء على ما تربيت عليه، لم تكن بناء على ما قمت بتحليله وتفسيره والتطلع لهدف من وراءه، في الواقع أنت لم تملك هذه الاختيارات أصلا لأنك لم تمتلك ما تحب، لم تمتلك ما ترجع له، لم ما تمتلك القدرة على التحليل بالاستناد على المعلومات المتوفرة لديك. فقد طال الحال بك أسفا وأنت طفيلي لكن بدلا من أن تتغذى على غذاء العائل كنت تعيش بأفكار وآراء "فلان"!

الشخصية بكل عيوبها وبكل مساوئها أمر مهم جدا يجدر بنا الاهتمام بتنميته والاهتمام بشكل كبير جدا بجعلها مستقلة لا تكترث لكلام الناس "حين يكون مجرد كلام" ولا تعتمد على الغير في تحديد مصائرها، ففي نهاية الأمر كما لن تزر وازرة وزر أخرى في الآخرة لن يحصل الشيء نفسه في الدنيا!

كل انتخابات وأنتم بخير!

2 comments:

  1. الف تحية وتحية لمقامك:
    موضوع في غاية الاهمية كما تعودنا منك ذائقة راقية وفكر متقدم.
    اولا......... في ماافهمه من خلال الاستقراء ان الشخصية هي مجموعة من الخبرات التي يكتسبها الانسان من البيئة والثقافة والتعلم ومجموعة المواقف السلبية والايجابية والتربية والاصدقاء كل تلك العناصر مجتمعة تكون مايسمى بالشخصية والشخصيةتحتاج لمراحل وتحتاج لمعطيات حتى تنضج ونقص بعض عناصر الشخصية بطبيعة الحال تؤثر على اتخاذ القرار وتجعل الشخص (امعة)
    لعل الكثير من (الامعات) من من حولنا تنقصهم تلك العناصر
    من المهم ان نساعدهم في تكوين شخصياتهم مايعطيهم استقلالا لذواتهم
    قال صلى الله عليه:(لا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً)
    اطروحاتك راقية احييك.
    محمدابراهيم

    ReplyDelete
  2. هذه العناصر يجب أن يمر بها كل إنسان، أعني .. من في الدنيا هذه لا يعيش حتى يضطر للمرور بهذه العوامل كلها! أتعرف أستاذي.. أعتقد أن السبب في ضعف الحركة الديموقراطية في وطننا العربي هو وجود هذه الإمعات وربما يمكننا الاستدلال على انتشارها بحجم رؤيتنا لما هو واضح لدينا من استعباد للشخوص وتمجيد لهم!

    شكرا لحضورك أستاذي!

    ReplyDelete