Wednesday 27 June 2012

تكافؤ الفرص!

أحضر بقرة وحمارا وحشيا وأسدا وفيلا وزرافةً وقردًا.. وحاول إقناعهم أنه توجد طريقة واحدة فقط للحكم من الأسرع بينهم وهي عن طريق تسلق الشجرة الضخمة في وسط الغابة! إن لم تمسكك الزرافة بفمها وتلقي بك بعيدا بعد أن ينهش الأسد ما ينهش وبعد أن يرفس الحمار الوحشي فيك بمعاونة من البقرة وبتشجيع من القرد الذي سيكون أنسب تعبير للغباء الذي تحاول فعله! سيكون لنا كلام آخر! فأنت حينها إما ساحر وإما أنك هددت هذه الحيوانات بقتل أطفالها!

لأن الحيوانات على الفطرة، فهي تعلم أنها لها قدرات ومزايا مختلفة عن القدرات والمزايا الموجودة لدى البقية لا يمكنك إقناعها بهذا الشيء، لكن خمن أمرا في غاية الغرابة! نحن البشر الذين نقوم بالتباهي بأننا تميزنا عنهم "بالعقل" اقتنعنا بالفكرة بسهولة وبساطة بل إن بعضنا يدفعون أموالا مقابل خوض ذلك الاختبار "العادل"، الفكرة أنك تجمع كل الصغار في العالم "العربي" وتنشئ مبنى ضخم وتسميه "مدرسة" وتقوم بحشو عقول الصغار في عملية منظمة ومرتبة بحصص ومواعيد دقيقة بأشياء متناقضة وغير قابلة للنقاش ومبادئ لن تعمل أنت بمعظمها وتستمر في هذه العملية بإصرار وعزيمة ودقة متناهية تتمثل في حرصك الشديد على عدم احترام عقولهم وعدم إعطائها قدرا كافيا من المساحة للتفكير فيما تستقبله، وبعد 12 سنة من الحشو الذي أسميته "تعليم" أعطهم ورقة برقم في أسفلها وأخبرهم أن اقتراب هذا الرقم من المئة يعني أنك "كويس" ولا تنس أن تلقي عليهم الكلمة الهامة "مستقبلكم الآن يعتمد على جامعتكم" وودعهم بالعبارة الرائعة التي تزرع فيهم الأمل "الله يوفقكم" واحرص على أن تحافظ على ابتسامة عريضة على وجهك حتى "تكمل الطبخة"!

ثم اخرج بعدها في برنامج تلفزيوني أو في صحيفة خاصة وانظر للكاميرا شزرا وتساءل: لماذا العالم العربي يعتبر عالما "متخلفا"؟! 

صحيح.. كأنك لا تدري!

3 comments:

  1. :O لم أكن أتوقع عندما فتحت هذه المقالة أن تكون بهذه الروعة ماشاء الله عليك يابني واستمررررر

    ReplyDelete
    Replies
    1. هذا حال كل من يكتب من قلب!
      شكرا لك محمد وشكرا لأبيك فمعه تعلمت أن المدرس يمكن أن يكون أروع إنسان في الدنيا!

      Delete
  2. مقال جميل وأهم شي فيه فكرتو وواضح إنفعالك وتأثرك في الكتابة وهذا بالطبع شي إيجابي , أنا بالنسبة لي المقال يتلخص في المقطع الثاني , المقطع الأول في رأيي ما كان واضح وربطه بالموضوع الأصلي ما كان قوي .

    أمين

    ReplyDelete