Monday 18 June 2012

عبيط!

لم أفهم يوما معنًى حقيقيًّا للعبارة "مش لاقي شغل"! كيف؟ لأ فعلا توقف لثوانٍ وفكر.. كيف يمكن لأحد أبناء آدم عليه السلام أن لا يجد "شغل"؟ الفكرة ليست في أنه ابن آدم! المشكلة الأساسية في "الشغل" الذي لا نبالغ حين نقول أنه "متنطور" في كل حتة وإيجاده أسهل من إيجاد ربع جنيه مخروم والذي يعتبر عملة نادرة الآن! 
التعبير الأنسب قد يكون "مش لاقي شغل بمستوايا" وهذه ليست مشكلتنا حقيقة! "وأنا عارف إني هندم ع الكلمة دي" فالشغل شغل! 
السؤال الذي أود طرحه هو: لماذا يمكننا أن نجد دكتورًا يعمل في ورشة سيارات مثلا أو في شركة اتصالات أو مندوب مبيعات ولا نبدي استغرابا تجاه الأمر، لكننا نستغرب أشد استغراب حين نجد دبلوم صنايع يعمل كجراح قلب أو حين نجد أخصائي كهرباء سيارات يعمل استشاري أنف وأذن وحنجرة أو حين نجد -وهذه حقيقة- خريج معهد فني يعمل جراح ويستخدم الساطور والمسن في عملياته الجراحية البائسة!؟
هذا سؤال مهم.. لماذا كان عندنا رضى كمجتمع تجاه صاحب الشهادة العالية الذي يعمل في وظيفة أقل من شهادته وعدم رضا من عمل ذي الشهادة المتدنية في وظيفة أكبر من تعليمه؟ الإجابة: نحن شاركنا في صنع الجريمة، نحن سنبقى السبب في خروج أجيال مايعلم بيها إلا ربنا إذا ما لم نتوقف عن إقحام أبناءنا في مدارسنا وإجبارهم على تعلم مناهجنا التي لا تغني ولا تسمن من جوع! المنهج العربي يقول للطالب: أنت عبيط! ويطلب منه أن يكتبها أربع مرات كواجب منزلي وحين يتطور قليلا يطالبه بأن يقولها غيبا وبعد فترة وجيزة يطالبه بالإجابة عن السؤال التالي: ما أنت؟ ليرد ويقول: أنا عبيط! هذه هي الفكرة العامة، ولا شك أن النظام به حسنات وبه "بعض" الفوائد لكنها تبقى أشياء غير جديرة بالعقل البشري ومن الإهدار أن أستمر في كبت القدرات العقلية لأبناء العرب حتى يبلغوا ولا يبقى لديهم وقت لاستخدامه نظرا لأنهم كما قلنا "بلغوا"، أعني هل نحن حقا في حاجة لأن نتعلم كأطباء وكمحامين ومهندسي طيران وطيارين وإعلاميين عن التركيب الصخري لحجر الرخام؟ كيف نشأ وكيف ترعرع؟ 
بالله عليكم أي نوع من أنواع "القفا" يمكننا أن نسمي هذا التعليم الذي يجدني طالبًا في الصف الثالث الثانوي عندي 18 سنة ويقول لي: 
العز والمجد في الهندية القضبِ.... لا في الرسائل والتنميق للخطبِ
ويطالبني بأن أصرح وأعترف وأقر بأن هذا كلام صحيح وفي غاية الروعة!؟ 
وهذا مثال واحد في بحر من الأمثلة التي لا تقول إلا شيئا واحد: أنت عبيط يا طالب! ولكنها تأتي في نهاية العام لتسألني في الامتحان: أنت عبيط يا طالب؟ وعلي أن أقول نعم! 


3 comments:

  1. ههههههههههههههههههههههه فعلا

    ReplyDelete
  2. حجر الرخام ههههههههههه

    ReplyDelete
    Replies
    1. الله يديم بسمتك :) ويديم عقلك بعد أن تنجوا من النظام التعليمي!

      Delete