Friday 17 August 2012

فيرتيجو

فيرتيجو-أحمد مراد
لا أدري هل السنتان اللتان قضيتهما بعيدا عن الأدب وخصوصا الروايات الطويلة هما السبب أم أن أحمد مراد كاتب عظيم جدا لدرجة أنه تمكن من استحواذ انتباهي في فترة ليست قصيرة قرأت فيها روايته "فيرتيجو" قراءة من يحفظ لا من يستمتع وحسب.
حسنا... لن أبالغ لكن لا أكون كذلك حين أقول أنك لن تتمكن من التوقف عن قراءتها، الأستاذ أحمد لا يعطيك فرصة لتقفل الصفحة وتنام قرير العين، أنا شخصيا تعرفت على "علاء" أحد الشخصيات الهامة في الرواية عن طريق حلم راودني لعبت فيه دور "أحمد كمال".

تتميز فيرتيجو بأحمد مراد، كاتب ومصور وصحفي عارف لقدر نفسه، لم يخرج من حدوده ليتحدث عن عصابات مافيا أو عن السوق السوداء المصرية، لكنه تكلم عن طموح جيل تربى على هذه الأفلام، البطل زميل مهنة والشخصيات التي يعرفها نعرفها جميعا، حتى حين جاء "علاء" ليلعب ثاني أهم دور في الرواية لم يكن بعيدا فكان صحفيا ذا ضمير يريد أن يستخدم صوته في كشف الحقيقة، "غادة" التي وقعتُ في غرامها كقراء كثيرين غيري ولم يحترم القائمون على المسلسل عشقنا هذا فتخلوا عن غادة حين غيروا جنس أحمد، "عمر" عبقري الفوتوشوب التخين الفِشِلَّة اللي بياخد ع الناس في ثواني، حتى "جودة" أكاد أجزم أنه موجود في حياة كل مصري.

القصة جميلة ومشوقة ومؤثرة وواردة الحدوث ولن تشعر بالمبالغة في وصف الأحداث أو الزيادات الفارغة في التفاصيل "رغم كثرة التفاصيل" لكنها ليست مملة بالمرة، لكن! يعيب الرواية اعتمادها بشكل كبير على الصدفة، كيف كان البطل في البار في هذه الوقت تحديدا ولم يره أحد وكيف تعرف لاحقا على جودة الذي صور نفس الحادثة من مكان آخر وبصورة أوضح وكيف وجد الصحفي الفاسد وبقية ثلة الفساد يتعاهدون البار الذي عمل فيه وصولا إلى طرد الصحفي "علاء" في نفس اليوم الذي قرر فيه أن يبدأ كشف ورقه وكيف تعرف بفراسة منه على العبارة التي بسببها طرد الصحفي! لا أدري لكن اعتقادي أنها مبالغة نوعا ما رغم علمي الكامل أن الرواية لم تكن لتسير بغير هذا ولم تكن لتلبس هذا الثوب المثير بدونها، فيمكننا تسميتها "محاسن الصدف".

أحمد أبدع في الوصف، أبدع في وصف التفاصيل وهذا شيء ليس غريب عن مصور محترف من المفترض أنه يلمح ما يعيب الصورة في ثواني لذلك تمكن من رسم الصورة الكاملة الغير متناقضة بسهولة شديدة، أيا كنت وأيا كان توجهك الأدبي، حين تقرأ الرواية وتمر بمشهد ما وهو يصف الأثاث والإضاءة ولون الجدران وملامح الحاضرين بل وسيصف شعورك حين تدخل مكان مشابه ستجد نفسك تنبهر بما تقرأ وربما تعيد قراءته مرتين تلاتة.

في نظري أنها رواية ثورية وتشكل نقلة رهيبة في الرواية المصرية وظلمت ظلما فظيعا حين "عملوها مسلسل" كما يقولون! الإخراج ببساطة وبأسف كان أدنى من المطلوب ومخيب للآمال جدا وتغيير الشخصيات وتغيير جنس أحمد ليجعلوه هند صبري قتلني شخصيا! هند صبري ليست معتادة ع الكاميرا أصلا مسكتها للكاميرا غلط في كل مرة بشوفها ماسكاها بحس الكاميرا تقيلة عليها وكونها مبتلبسش حزام الكاميرا أبدا ده شيء مستفز جدا! والمخرج ضيق الخيال نوعا ما، لم أشاهد إلا سبع حلقات تقريبا وفيها جميعا كانت هند صبري ممسكة بكاميرا أظنها نيكون وعدسة أظن أنها وايد آنجل، لم تتغير العدسة في ولا مرة من تلك المرامير التي وفقت فيها للحاق بالحلقة، ومن معرفتي بمصورين محترفين أعرف أن هذا ليس منطقيا، لعلي أشاهده كاملا على ام بي سي فور من أوله لآخره بعد العيد كي لا أظلمه.

ورغم كل شيء فأنا أثق أن سَلْسَلَةَ الروايةِ ستظلمها أيا كانت المقدمات والأدوات، رواية دسمة كهذه تصنع كفيلم عبقري يرشح لأوسكار وجولدن جلوب وغيرها من الجوائز، فقط لو توفقوا في اختيار الممثلين وأحسنوا اختيار المخرج، "يعني لو لقيتوا حد زيي هيكون ممتاز، وأنا فاضي على فكرة"!
اقرأ فيرتيجو! وسامحني على كل مرة كتبت فيها ألف بعد الواو وأنا بكتب اسم الرواية!
اقرأوا فيرتيجو ومش هتندمو!

No comments:

Post a Comment