Saturday 18 August 2012

مسلسل عمر

عمرو خالد فتح عيني على جوانب من حياة سيدنا عمر رضي الله عنه لم أعرفها من قبل في برنامجه في رمضان السنة، أسلوبه في غاية الروعة وأداءه وانتقاله عبر الأمصار لخدمة القصة كان رائعا ويستحق الشكر.
مسلسل عمر كان شيئا آخر لأنه جعلني أدرك لأي درجة يمكنني أن ألتقط الشيء المعيب بسرعة مخيفة! قبل أن تتهمني في حسي الفني، عد معي لمشهد قتل عمر ابن الخطاب والذي كان في صلاة الفجر والكاميرا موجهة نحو وجهه وهو يقول أيها اللعين لأبي لؤلؤة المجوسي! ألا يمكنك أن تلاحظ هذا الضوء الأبيض العظيم البادي في خلفية المسجد؟ من أين جاء؟ 
أخطاء إخراجية كهذه عابت المسلسل في نظري، لم تعب القصة وحبكتها لأنها تاريخ لكنها جعلت مشاهدة المسلسل متسمة بالملل في كثير من الأحيان لأنك حين تلمح زلة إخراجية مضحكة مثلا قد تنشغل بالضحك عن متابعة الحلقة ويقودك هذا لأن تنشغل بالبحث عن شبيهاتها "وهي كثيرة" طوال مشاهدتك للمسلسل!

اختيار الممثلين كان فيه نوع من أنواع "الصربعة" الغير مبررة والتي يمكنك لمسها في من أدَّى دور علي ابن أبي طالب بملامحه الجامدة والتي تجعله أقرب ليكون أحد كفار قريش! واستغربت اختيار حمزة وأبي لهب عما النبي صلى الله عليه وسلم واللذان شهدت لهما العرب بقوتهما في الحرب وأنهم فرسان ليس مثلهم فرسان، يخرجون للصيد كل يوم "خصوصا حمزة" يعني هما بمثابة من يقوم من النوم ليتريض كل صباح في زماننا فكيف بمخرجنا وقد أبداهم لنا اثنين سمينين كهذين؟ مجسد عمر كان بارعا حقيقة لكن ألم تتمكنوا من أن تعلموه الفصحى أو تتقنوا الدوبلاج أكثر من هذا؟ ثم ألا تذكرون قصة عمر عريض المنكبين الذي كان الصبية يوسعون الطريق له إذا مشى فيه؟ لم يكن مجسد الشخصية كهذا الوصف!

أخطاء الإخراج الكبيرة كثيرة أيضا في الحوارات التي بدت "ناشفة" في أحيان و"أوفر" في أحيان أخرى ولو أنه أبهرنا بتصميم المعارك لكنه كان فضيحة حين يأخذ كلوس لاشتباك بين اثنين في منتصف المعركة وأعتقد أني لمحت اثنين يرقصون سلو في خلفية إحدى الاشتباكات في غزوة بدر!  

بشكل عام المسلسل ما يزال يستحق المشاهدة وستعرف منه الكثير عن حياة سيدنا عمر، رغم أن هناك جزءً كبيرا من مواقفه رضي الله عنه التي وصلت إلينا في الكتب لم ترد في المسلسل ولا أعرف السبب وراء هذا، لكنك ستعرف الكثير وإن قرأت كيف قُتِل وعما حدث لأبي لؤلؤة ستعرف ما قصدت حين استغربت ذلك الضوء في المسجد وستستغرب كيف أمسك عمر رضي الله عنه بالمجوسي وكيف وجدت عليا واقفا عند عمر يسنده قبل أن يقع! 



No comments:

Post a Comment