Saturday 28 July 2012

بدعة

حديث النبي عليه الصلاة والسلام ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)) لم أنشغل كثيرا في التفكير فيه وفي معناه، لم أتوقع يوما أن مفهوم "الرد=البدعة" سيكون مستعصيا فهمه على أي إنسان. لكنني بدأت بمراجعة نفسي حين وجدت من يصنف المسح على الوجه بعد الدعاء أنه بدعة وقول "اللهم" إني صائم بدلا من "إني صائم" على أنها بدعة وختم القرآن في تراويح شهر رمضان بدعة والدعاء بعد الصلاة بقول: حرما! بدعة وحتى الدعاء بقول: تقبل الله! بدعة برضه! 
إذا أين هذه الـ "منه" الواردة في الحديث؟ يعني بالضبط ما مفهوم الإسلام والسلام عندكم؟ يعني لو كان لديكم أي وسيلة تحصرون بها الإسلام عن طريق ذكر كل كبيرة وصغيرة من أفعال النبي عليه الصلاة والسلام فأرحب بأن تطرحوها الآن وتستشهدوا على صحتها بصور وفيديوهات! وإن لم تفعلوا فلا شيء لكم عندي ولا تكلمون! 

لن أخوض في الحديث عن كيفية تحديد البدعة وكيف يمكننا أن نحكم على فعل أو قول أنه بدعة ليس لأني لا أعرف معناها بل لأني لا أملك العلم الشرعي واللغوي الكافي، لكني أطالب أيضا الذين يبدِّعون كل ما تفعله أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن يأتوا بدليلهم على بدعة القول أو الفعل الذي يزعمون أنه مبتدع! 
لأن أمثال هؤلاء هم الذين يشقون على الناس دينهم وهم الذين ُيشادُّون الدين وينسون أنه سيغلبهم! لأنك ببساطة لا يمكنك أن تواجه ابتسامة رجل ستيني في المسجد وهو يقول لك: حرما! بأن تقول له: بدعة!! بذلك الأسلوب الغليظ وتلك التفافة التي لا أعلم كيف يقدرون على إخراجها من كلمة كهذه! فحينها لن يسع الرجل إلا أن يلعن اليوم اللي .... ويلعن أم ..... ويشتم في أبو الـ.... !
لا أقول لهم توقفوا عن هذا الهراء خوفا عليهم من شيء فلو كان عليا لدعيت عليم أن يتحرقوا بجاز! لكن أقول توقفوا لأنكم تتحدثون باسم الدين وهذا الرجل الستيني سيذهب لأهله لا يلعن فلان بن فلان بل ليلعن الشيخ اللي قاله في المسجد إن الدعاء بأن يجمعنا الله في صلاة كهذه في الحرم "بدعة"! 

ولامؤاخذة!!

No comments:

Post a Comment