Monday 8 April 2013

ارتجال

هاكهم،،، البشر يستغربون كثيرا مما يصيبهم، كلما حلت بهم كارثة تصيبهم حالة اندهاش ويبدأون في التساؤل لماذا وكيف ولم أنا تحديدا؟ وغيرها من الأسئلة السخيفة التي إجابتها في السطور القادمة:
الجميع يبحثون في الناس عن الصديق المثالي وقليلون هم الذين كلفوا أنفسهم بالبحث في كيف يكونون هذا الصديق، الحب أصبح مقصورا على قصص الغرام والعشق والهوى ولا يخطر ببال أحد أن المحب صديق قبل كل شيء، العاملون يعملون ليأكلوا وإن أدوا عملهم بدقة وتفان أكثر فهذا في سبيل بحثهم عن الشبع من الأكل، الزواج في معظمه أصبح وسيلة للتعفف والأطفال نتيجة لارتباط اثنين جلسا في الصالون تأمل كل منهما الآخر ثم قرؤوا مع ذويهم الفاتحة وعلى الأرجح أنها الفاتحة على روح مستقبل مظلم مقبلون جميعا عليه، معظم بني آدم توقفوا من بضع عقود عن النظر في عيني من يخاطبون لأنهم توقفوا عن تصديق ثلاثة أرباع ما يخاطبون الناس به، نعيش في عالم ننكر فيه موت الحليف ونصفق لموت العدو، لا أحد يرى مأساة في أننا نقرأ التاريخ قراءة المضطر ولا نقرأه قراءة تبحث عن بداية اللغط الذي نتمرمغ فيه منذ قرون، دينا الرقاصة أثبتت تعلقا وإيمانا بالله يفوق الموجود لدى معظم المصلين والمصليات والصائمين والصائمات والمستورين والمستورات والحافظين فروجهم والحافظات، أربعة ونصف من كل خمسة أفراد في هذا العالم لديهم من يتولى مهمة التفكير واتخاذ القرارات في حياتهم، الحروب أصبحت موضوعا نستثير به حالة من الضحك الهستيري غير المتوقف، القادة والزعماء في كتب التاريخ معظمهم مجرموا حرب وضعيفوا استيعاب ومعدوموا ضمير وأخلاق، لم يتفتق ذهن أي باحث اجتماعي عن أن هناك مشكلة ما في المجتمع الذي يريد كل أطفاله أن يصبحوا أطباء إذا كبروا، معظم أناسي القرن الحادي والعشرين يعطون الشحات من مالهم لأنهم يستطيعون إعطاءه وقليلون يعطونه لأنه يحتاج عطاءهم، نهرب جميعا من العاقبة الأخلاقية في الدنيا بفعل الطيب في الناس وننتظرهم أن يعاملونا بالمثل وندعي الإيمان جميعا وقليلون يحسبون حساب يوم ترد فيه المظالم، نضحك على أنفسنا بادعائنا أننا موحدون وثلاثة أرباعنا لا يمنعهم من غرز سكين في أفئدتهم سوى أن المنتحر في النار التي تراودهم أنفسهم عن التصديق بوجودها والربع الباقي فقط لم ينتحر لأنه لم يقدم ما يضمن له الجنة، نخاف أن يجرحنا البشر ولا نخاف من جرحهم ونحن نصرح أمامهم أننا نخاف جرحهم، ننظر لأنفسنا في المرآة كل يوم وربما لا نجد حرجا في تأمل وجوهنا التي عاف عليها الزمن ونغسلها بماء لو يملك أن يتلون بما أصابنا لاسود ومع ذلك لا نفعل سوى التفكير في أن نتغير وقليلون يغسلون قلوبهم وأدمغتهم من وسخ ما حل بها، لا مشاكل لدينا إزاء الكراهية لكن المحبة أمر عظيم نتردد كثيرا قبل التصريح به ونحسب له ألف حساب إذا ما قررنا إهداء قلوبنا متجاهلين أن المحبة إن كانت تتلخص في إهداء قلبنا لمن نحب فالكراهية تتلخص في حرمان أنفسنا من مساحة في قلبنا لأن نحب آخرين، نأكل نشرب ننام نقوم نتعلم في منظومات بيروقراطية أمضى معظمنا عمره يلعن مخترعيها ونستمع لمتحدثين كل وظيفتهم ترجمة فكر الأوغاد الكبار الذين يسيطرون على العالم ولكننا نصرح علنا دون استحياء بأننا أحرار! لا وصاية لأحد علينا!

انفعل، تأثر قليلا بالكلام، أطلق العنان للشعر المتناثر على جسدك لأن يصاب بالقشعريرة، أغلق نافذة المتصفح وأكمل كما كنت، كما أنت! عظيم أنت! متفرد متميز واحد في وسط مليون أنت!
حر.... لا قطعا ليس أنت!

No comments:

Post a Comment