Sunday 20 January 2013

فلسفة ليست فلسفية كما يجب!

إن هذا المقال لا يمكنني أن أصل لاسم له، فضلا عن أن أجد له غرضا، إنه مقال أكتبه لي وللزمن!

أتعرف مالمشكلة؟! المشكلة أنك لا تزال مؤمنا أن هناك ما يسمى "قلب" وتصر مع الكثير من البشر على أنه كيان قائم بذاته تدور بينه وبين العقل حروب ضروس جراء كون هذا العقل يجبر العقل أن يحب ويأسف ويحزن ويعيش دهورا في ظلام الأسى الذي يتسبب فيه الفراق. 
هرمونات البشر تلعب دورا هاما في تصرفاتهم وأفعالهم، لا أعني بهذا أن الهرمونات هي التي تخوض هذه الحرب الشنعاء مع العقل، دعني أكمل لو سمحت ولا تقاطعني! هرمونات البشر، هرمون بسيط يفرزه جسدك كفيل بأن يبقى يومك ورديا جميلا صحوا أيا كانت الظروف المحيطة، هرمون آخر يأتي ومعه أيام غبراء عليك وعلى من تعرف بمجرد أن يأتي فقط، عوامل الطقس، قابلية أجهزتك الداخلية على العمل بشكل سليم، أول شيء رأيته في صباح، كيف استيقظت، لم استيقظت، أي نوعٍ من الأخبار تنتظر، من أيقظك، كيف خلدت للنوم، مالذي راودك في منامك، وماذا فعلت أخيرا قبل أن تنام وغيرها من عوامل قد تهمل أهميتها هي التي تتسبب في كون الناس سعيدين منتشين بهرمون السعادة في أحيان، وغارقين في هرمون النكد في أحيان أخرى كثيرة في هذا الزمن.
إليك واحدة من المشاكل، البشر منشغلون جدا في التعليق على الحرب التي يزعمون قيامها بين قلوبهم وعقولهم، مهملين ما يحدث حقا داخل كيمياء عقولهم وبالتالي لا يتمكنون من إيجاد أس المشكلة الشيء الذي يجعلهم يتسببون في مشاكل مع البشر الآخرين ويتسبب آخيرا إلى إجبارهم على عدم التماس الأعذار لمن يخالطون في المجتمع. 
إليك مشكلة أخرى، لا يمكنك أن تكسب كل الناس وإلا ستخسر نفسك، المشكلة الأعظم في هذه المسألة أنك كي تكسب نفسك ستضطر لخسارة كثيرين في مشوار عمرك لدرجة أنك ستشك في أحيانٍ أن هناك أملا ولو طفيفا لأن تكسب أحدا بجانب هذا الأحد الكامن داخلك! هذا لا يجعل الحياة صعبة، لا يجعل البشر أوغادا، لا يجعل البرد قارسا، ولا يجعل الآيفون فايف بشريحتين وكرت ميموري هدية، لكنه يجعلك هشًّا إن استمريت على هذا المنوال الذي تنعي فيه حياتك ورفاقك ودنيتك ولم تعش بكل خلية فيك بصدر مفتوح للدنيا. البشر ليسوا كما تنعيهم، لكنهم قطعا وحتما وبلا شك كما تنشدهم، كما تبحث عنهم وكما تتحرى الجميل فيهم، أو على الأقل معظمهم كذلك، نعم معظمهم وإن كان لديك اعتراض فعلى الأرجح أنت الذي كنت منشغلا بالبحث عن الدرر في القمائم.

هناك أزمة سببتها الرياضيات كونها قالت أن واحد زائد واحد يساوي إثنان! حين فهم البشر الرياضيات وتشربوا أن المعطيات تؤدي بنا للوصول لمعرفة المجهول ورأوا أن المعادلات من الدرجة الثالثة والمعادلات ذات المجاهيل الثلاثة قابلة للحل ظنوا للأسف أن كل المعادلات قابلة للحل، فتوقفوا عن الحياة بحثا عن الصواب أو بحثا عن القوت أو بحثا عن السعادة وبدأوا يعيشون بحثا عن الحل! وما لا يعرفونه هو أنه لاحل! لأن  الواقع أن واحد زائد واحد تساوي واحد، اثنان زائد ثلاثة تساوي عشرة، واحد زائد صفر تساوي صفر! 

الصواب ليس رأيك، ليس رأيي، ليس هداك وليس هداي، وهو بالقطع والجزم ليس رأي إنسان غيرنا،، الصواب غاية نبحث عنها، هو الإبرة في كومة القش، الشعرة في الطحين، الكامل ابن الكامل ابن الكاملة في كومة البشر، هو المستحيل الذي لم يقل يوما لأحدٍ أنه يعيش في أحلام العاجز، هو الهواء الذي تتنفسه ولا تلمسه، هو الهرمون الذي تفرزه دقات قلبك وأنت على وشك أن تسرق، تكذب، تنتحر!! هو الغاية! ليس غاية، الغاية! التي يبحث البشر عنها كل يوم وكل صباح، كل البشر فيما بينهم الوغد الذي سرق حقيبتك والحقير الذي انتشل هاتفك، والمحترم الذي سبك يوما بالأب والأم! كل البشر! ولا مجال لمعرفة إن وصلنا للغاية هذه على الأقل في هذه الحياة.

الوحدة قذرة! الوحدة هي الشبح الذي ما إن نكون صداقة معه نكون قد دخلنا في بحر الظلمات، الوحدة هي الشيء الذي يجب أن تتجنبه وتعمل على تجنيب الناس إياه، الوحدة هي ما يجدر بك أن تنظر لأصحابها وتأسف وربما تبكي أسفا وحزنا عليهم، لو أن هناك شيئا واحدا عليك أن تخافه وتركض بكل ما آتاك الله من قوة حتى تموت هربا منه فهذا الشيء ليس إلا الوحدة!

لن تخسر شيئا إن أحببت كل من ابتسم لك، ستخسر الكثير إن كرهتهم أو توجست منهم خيفة، لن تخسر إن صمت، ستخسر أحيانا إن نطقت، لن تخسر إن فهمت، حتما ستخسر إن جهلت، لن تخسر إن قمت من نومك مبتسما، ستخسر الكثير إن لم تقم، ولن تخسر شيئا إن صدقت مع نفسك لكنك ستخسر كل شيء إن لم تفعل.

لا معادلة واضحة يمكن حل الدنيا عن طريقها، لذلك خض غمار التجربة ولا تشغل نفسك بالمجهولات. انشغل بمن أحبك لا تنشغل بمن كرهك، انشغل باليوم لا تنشغل بالأمس والغد، انشغل بمن يتواصل معك ولا تنشغل بمن هجرك، انشغل بأصدقائك ولا تنشغل بأعداءك، انشغل بما استفدته من كل ما قلته وأرجوك!! لا تشغل نفسك بلماذا قلته! 


No comments:

Post a Comment