Monday 14 January 2013

الإعلامي ذو الكوة

لا أعلم ما الذي دفع أحد إعلاميينا الكبار بأن يبادر بالحديث عن كوته التي لا مثيل لها، لم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أسمعه يقول: إعلاميين مصر معروفين بكوتهم! وأكمل حلقته يحدثنا عن هذه الكوة الخفية، اعتدل في جلسته ونصب قامته ثم بادر بالحديث عن كوة الإعلام المصري التي لم تتغير ولم تتنحنح ولم تتزحزح ولم نرَ لها مثيلا من قبل. ثم تحدث عن ماسبيرو الذي نشأ فيه وترعرع وتحدث أنه تربى على الكوة في ماسبيرو وبدأ فيها.. وعلى الأرجح أنه ينتمي لكوة ماسبيرو هذه.

إنه إعلامي مشهور لسانه سليط، لا يخشى إلا الله -كما يقول-، لم يجد حرجا في دفاعه عن الدكتور أحمد زويل- في أن يستشهد بآية قرآنية ويحرفها قائلا: (إنما يَخشى اللهُ من عبادِه العلماءِ) وإحقاقا لقول الحق أذكر الصواب وهو: ((إنما يُخشى اللهُ من عباده)) فالله يُخشى ولا يَخشى أحدا، إن هذا الإعلامي المتسم بيد لطالما "شوحت" للرئيس الحالي وسبحت بحمد الرئيس السابق هو إعلامي ذو كلمةٍ مسموعة لطالما أجادت استعمال كلماتٍ من عينة: الشفكة، الكدرة، الزباب، والكوة التي لو عرف ما ترمز إليه لألزمها فراشها ولما حركها مرة أخرى!

لقد تفشى في إعلامنا المصري إعلاميون لا يعرفون مخارج الحروف العربية فأدخلونا في بحار الظلمات ولم يوجدوا لنا مخرجا، إعلاميون رفعوا المجرور رافعين معه ضغط دمائنا ونصبوا علينا بنصبهم للفاعل فأمسينا جميعا مفعولا بنا وبلغتنا التي لا نملك غيرها معبرا عن هويتنا في زمنٍ تكالبت علينا فيه الأمم. فمتى يا ترى نجد إعلاميا يرفع همتنا بلغة قويمة، وينصب قامتنا بهمة عظيمة، ويجر الضعاف منا جرًّا نحو صلاح البلادة بنية صافية سليمة؟!

وأجيب على هذا التساؤل بأن أقول: قريبا! قريبا جدا! 

No comments:

Post a Comment