من زمن الأتاري السيجا وبسكوت ريكو والتلفزيون ذي الأربع محطات، خرج جيل لا يمكنك إنكار أنه جيل مميز! جيل تربى أمام سبيستون يستقبل منها أعظم دروس الوعظ ويتعلم أقوى قصص الكفاح، جيل كان يسمع الكلام حين تقول له سبيستون قبل بداية إحدى برامجها رسالةً هامة: (إنتبه! عيناك في خطر.. اترك مسافة مناسبة بينك وبين الشاشة!)، جيل يملك كل الأدلة والإثباتات أنه جيل مميز بحق!
مالا يمكنني التوقف عن التفكير به هو أبناء الجيل الجديد! الجيل الذي يغني (أخاصمك آه) بدلا من (ما عاش الظالم يسبيكِ وفينا نفسٌ بعد) الجيل الذي نجد من يصورونه يغني (هاتي بوسة يا بت) بعد أن كنا نغني (لن نستسلم مهما ازداد الظالم بغيًا سنهب بوجه الطغيان) الجيل الذي يتابع العشق الممنوع والعشق الحرام وفاطمة وحريم السلطان.
الموضوع أزمة فعلا! أزمة لن تذهب بالأخلاق وحسب.. بل ستذهب بالوطنية وباللغة وبالإحساس وبالحياء وبالملابس قريبا جدا بعد دخول حريم السلطان في الصورة! لأن ما ستتوقعه من جيل كان يغني (بهاءٌ ضياءٌ طيورٌ ونورٌ وغيمٌ بديع الجمال..سأحمي بجسمي ولحمي وعظمي ويعلو لواء النضال) هو وطنية منقطعة النظير وانتماء للغة العربية التي كانت سبيستون تعلمنا تفعيلاتها وبحور شعرها بطريقة في غاية الروعة، أما الجيل الذي نشأ يرى سلطان العثمانيين الذي كان يمثل الدولة الإسلامية حينها لديه "حريم" يختار من بينهم وتقع عينه على خادمة أبدت من مفاتنها أكثر مما أبدت فيفي عبده طيلة حياتها "الفنية" هو جيل سيرينا آباء "لارج" وأمهات "فري" وأطفال فيما بعد متخلفين! مالرسالة التي تتوقعين أن تصل لابنك أو ابنتك وأنتِ تشاهدين معهم مسلسلا يدور حول امرأة متزوجة مغرمة برجل آخر بينما يخونها زوجها مع امرأة أخرى خالص!؟ فعلا مالرسالة التي ستصل لابنتك وأنت تنفعلين مع المرأة الخائنة لأن زوجها يقتلها على خيانتها؟ مالدروس المستفادة والعِبر التي سَتُكَوِّنُ بذور المبادئ لدى أطفالك وهم يتابعون معك مسلسلًا يتحدث عن رجل يقتل كل من يقف في طريق شهواته!؟
الطفولة هي أهم مرحلة في مراحل تكوين أي إنسان! إن كان أهل هذا الإنسان يرونه "مش فاهم حاجة" وتركوه للتلفاز يربيه سيكبر ليصبح كالتلفاز! يقول ما لا يعقل، يحفظ ولا يفهم، تتغير مبادئه بتغير المادة وتغير الظروف! وإن كان أهل هذا الإنسان يرونه إنسانا كاملا من صغره سيحرصون على أن يفهم ما يرى، يحلله بدقة ويستوعب كل جزئية منه يجيبون على تساؤلاته التي سيجيب عنها لوحده ما إن يكبر! ولا يمكنني أن اتخيل الغاية من إجابة طفل في الصف الرابع أو الخامس الابتدائي عن سؤال كـ: (هو يعني إيه بتخون جوزها!؟) فالموضوع ليس بمتابعتك لما يشاهد وحسب بل بأن تكون حاضرا لتصنيفه وحمايته مما قد يشاهد!
أمي كانت تقول لي دائما: من آمنك لا تخونه وإن كنت خاين! و مسلسل "عهد الأصدقاء" كان يكرر نفس الرسالة في كل حلقاته! مارأيك في الرسالة التي مفادها: (من آمنك لا تخونه إلا لو كنت هتخونه عشان خاطر واحد بتحبه أوي) التي يستقبلها أطفال اليوم من مسلسل نور وغيره كل يوم!؟ صدقني حين أقول لك أنه لا خيانة أعظم من أن تخون ربك في أبنائك!
انظر لي أتحدث! تيقن أن ابنك سيمتلك نفس القدرة على الحديث قريبا جدا فقرر كيف تريده أن يتحدث، فيمَ تريده أن يتحدث، عمَّ تريده أن يدافع، ماهي المعاني التي تريده أن يعيها وهو يردد الأغاني التي حفظها وهو صغير بدون أن يفهمها، لأي لغة تريده أن ينتمي، لأي فكرة تريده أن يعيش، ماذا تريد منه أن يكون؟؟ بعد أن تجيب ويجيب آباء اليوم على هذه الأسئلة بشكل صحيح ستنخفض معدلات مشاهدة إم بي سي وستكف محطات المسلسلات التركية عن التكاثر وستعود سبيستون لتكون قناة شباب المستقبل!
الموضوع أزمة فعلا! أزمة لن تذهب بالأخلاق وحسب.. بل ستذهب بالوطنية وباللغة وبالإحساس وبالحياء وبالملابس قريبا جدا بعد دخول حريم السلطان في الصورة! لأن ما ستتوقعه من جيل كان يغني (بهاءٌ ضياءٌ طيورٌ ونورٌ وغيمٌ بديع الجمال..سأحمي بجسمي ولحمي وعظمي ويعلو لواء النضال) هو وطنية منقطعة النظير وانتماء للغة العربية التي كانت سبيستون تعلمنا تفعيلاتها وبحور شعرها بطريقة في غاية الروعة، أما الجيل الذي نشأ يرى سلطان العثمانيين الذي كان يمثل الدولة الإسلامية حينها لديه "حريم" يختار من بينهم وتقع عينه على خادمة أبدت من مفاتنها أكثر مما أبدت فيفي عبده طيلة حياتها "الفنية" هو جيل سيرينا آباء "لارج" وأمهات "فري" وأطفال فيما بعد متخلفين! مالرسالة التي تتوقعين أن تصل لابنك أو ابنتك وأنتِ تشاهدين معهم مسلسلا يدور حول امرأة متزوجة مغرمة برجل آخر بينما يخونها زوجها مع امرأة أخرى خالص!؟ فعلا مالرسالة التي ستصل لابنتك وأنت تنفعلين مع المرأة الخائنة لأن زوجها يقتلها على خيانتها؟ مالدروس المستفادة والعِبر التي سَتُكَوِّنُ بذور المبادئ لدى أطفالك وهم يتابعون معك مسلسلًا يتحدث عن رجل يقتل كل من يقف في طريق شهواته!؟
الطفولة هي أهم مرحلة في مراحل تكوين أي إنسان! إن كان أهل هذا الإنسان يرونه "مش فاهم حاجة" وتركوه للتلفاز يربيه سيكبر ليصبح كالتلفاز! يقول ما لا يعقل، يحفظ ولا يفهم، تتغير مبادئه بتغير المادة وتغير الظروف! وإن كان أهل هذا الإنسان يرونه إنسانا كاملا من صغره سيحرصون على أن يفهم ما يرى، يحلله بدقة ويستوعب كل جزئية منه يجيبون على تساؤلاته التي سيجيب عنها لوحده ما إن يكبر! ولا يمكنني أن اتخيل الغاية من إجابة طفل في الصف الرابع أو الخامس الابتدائي عن سؤال كـ: (هو يعني إيه بتخون جوزها!؟) فالموضوع ليس بمتابعتك لما يشاهد وحسب بل بأن تكون حاضرا لتصنيفه وحمايته مما قد يشاهد!
أمي كانت تقول لي دائما: من آمنك لا تخونه وإن كنت خاين! و مسلسل "عهد الأصدقاء" كان يكرر نفس الرسالة في كل حلقاته! مارأيك في الرسالة التي مفادها: (من آمنك لا تخونه إلا لو كنت هتخونه عشان خاطر واحد بتحبه أوي) التي يستقبلها أطفال اليوم من مسلسل نور وغيره كل يوم!؟ صدقني حين أقول لك أنه لا خيانة أعظم من أن تخون ربك في أبنائك!
انظر لي أتحدث! تيقن أن ابنك سيمتلك نفس القدرة على الحديث قريبا جدا فقرر كيف تريده أن يتحدث، فيمَ تريده أن يتحدث، عمَّ تريده أن يدافع، ماهي المعاني التي تريده أن يعيها وهو يردد الأغاني التي حفظها وهو صغير بدون أن يفهمها، لأي لغة تريده أن ينتمي، لأي فكرة تريده أن يعيش، ماذا تريد منه أن يكون؟؟ بعد أن تجيب ويجيب آباء اليوم على هذه الأسئلة بشكل صحيح ستنخفض معدلات مشاهدة إم بي سي وستكف محطات المسلسلات التركية عن التكاثر وستعود سبيستون لتكون قناة شباب المستقبل!
مقال رائع
ReplyDeleteشكرا لحضرتك أستاذي :)
ReplyDeleteوالله في الصـــميــم
ReplyDeleteأسبيستون أصبحت الآن بيتش بنت كلب !
ReplyDeleteأتمنى أن تعود كما كانت إلى عهد هزيم الرعد و شلته
شكرا يا صاحبي :)
ReplyDeleteأتمنى أن تعود سبيستون للتسعينات مع مراعاة أنها ما تزال متمسكة بكثير من مبادئها حتى اليوم.