عامان كاملان قضيتهما في عزلة عن مطالعة جديد الأدب نظرا لانشغالي بما يسمى "أهم مرحلة ف حياتك" والتي هي عزيزة جدا على كل طالب مصري وعربي زي حالاتي ولن أبدأ في الحديث عن حبهم الشديد لها وحجم أسفهم الشديد أنها مرت بهذه السرعة وهم يا عيني لسة مشبعوش منها! ولأن "عامين" من عدم مطالعة الجديد في الأدب العربي وعدم معرفة ما أصبح رائجا بين الكتاب وما هرب من عباءة العيب وما تطور ليصبح وسيلة للإضحاك هي كثيرة "أقصد هنا العامين" فلم ألتفت لمضايقات أخي وابن عمي وسخريتهما وأنا أقرأ بلال فضل في الميكروباص ولم أضيع وقتي ووقت عم بلال في الرد على سائق الميكروباص الذي ظننت أنني سأجد السكينة في الكرسي المجاور له وهو يقول بصوت خشن مصاحب بتفافة أغرقت الكتاب: (بتقرا لبلال فضل؟ طب ده الشيخ فلان قال عليه كافر) رغم رغبتي الشديدة حينها في استخدام كلمة مشابهة لأحيه الاسكندرانية في النطق ومتوازية مع "أفا" الخليجية في الكتابة إلا أنني كتمت هذه الرغبة أو بالأحرى أُكتمت هذه الرغبة من طرف ثالث.
لكني لم أتمكن بعد من فهم هذا السؤال الغريب الذي طرحه علي أهلي كلهم تقريبا حتى الآن: (هوا إنتا بتشتري كتب ليه؟ ماانتا تقدر تلاقيها كلها ع النت) صحيح أنني كنت أتجنب الحوار بقولي: (ملقتهوش ع النت) لكني لم أتوقف عن التفكير في الأنانية الموجودة في السؤال! وليتها كانت أنانية وحسب! فالسذاجة المصاحبة لهذه الأنانية لا تشابهها سذاجة، حقا؟! هل ترى في منفعة صاحب الموقع الذي قام برفع الكتاب بشكل غير قانوني خيرا لك لمجرد أنك ستقوم بتحميله في وقت قصير؟ وتراها مضيعة للمال أن ندفع في الكتاب المطبوع بضعة جنيهات تصل لصاحب الفضل الحقيقي؟ لست كاتبا صحفيا أو من الذين نشرت لهم كتب لأقول لكم ما إن كان هذا الأمر يضر الكتاب أو الكاتب من حيث عدم القدرة على الحصول على تقييم حقيقي وكامل لمبيعات الكتاب أم لا لكن بحكم خبرتي في البحث عن الكتب الممنوعة يوم كنت في السعودية يمكنني التأكيد لكم أن أعداد التحميلات هذه كفيلة في بعض الأحيان بسد مجاعات دول!
في الحقيقة أنا لا أشتري الكتب لهذا الهدف وحسب "تنفيع الكاتب" رغم اعتقادي الكامل أن مجرد تعبه في صياغة كتاب وعنوان ملفت لدرجة أني سأقول "أريده" قبل أن أسأل "بكام" تستحق التقدير وتستحق ما تأخذه من مال، لكني أرى أيضا أن رائحة الورق ومتعة التقليب بين الصفحات تعطي للقراءة تميزا لن تحصل عليه من خلال الأجهزة الحديثة سواء كنت قديما ما تزال ع الكومبيوطر أو حديثا وصل بك الأمر لاستخدام الأجهزة اللوحية وهذا كلام يصدر من شخص جرب جميع تقنيات قراءة الكتب!
القراءة في الأدب بشكل خاص هي التي تمهد الطريق للكتابة في كل شيء ولأني متأكد أن قراءة مقال اجتماعي واحد حصلت فيه النشوة لكاتبه المبدع..كفيلة بأن تجعل شخصا مثلي مستعدا لكتابة عشرة مقالات شبيهة إن لم تدفعه دفعا لكتابة مقال مختلف في التو واللحظة! فأنا موقن أنه حين تصل ثقافة الكتابة الإبداعية للعلماء والأطباء سنتمكن من رؤية "العيال الدحيحة" يخرجون بفائدة حقيقية بعد قراءة ملحق التكنولوجيا في جريد الأهرام "مثلا" وبمرور الوقت سنتمكن بصفتنا "مصر الثورة" من إدخال هذه المقالات المحترمة للمناهج التعليمية القادمة والاستعانة بها وذلك طبعا بعد أن نرتقي بتعليمنا ونجعله يخاطب العقل،، لا يحاربه!
No comments:
Post a Comment